في 14 تشرين الثاني، قام وفد من رهبان الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة برئاسة إكسارخوس بطريرك موسكو وسائر روسيا في أفريقيا المطران قسطنطين متروبوليت زارايسك، بزيارة مقرّ إقامة بطاركة الكنيسة القبطيّة في العباسيّة (القاهرة، مصر) حيث تمّ لقاءهم مع رئيس الكنيسة القبطيّة قداسة بطريرك تواضروس الثاني.
وشارك في اللقاء من طرف الكنيسة الروسيّة: أسقف كراسنوسلوبودسك وتيمنيكوفسك كليمنضس، ووكيل أكسارخوسيّة بطريركيّة موسكو في أفريقيا الأسقف أوثيميوس مطران لوخوفيتسي، مدير سكريتاريّة العلاقات بين المسيحيّين وسكرتير لجنة الحوار بين الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة والكنيسة القبطيّة الراهب الكاهن ستيفان (إيغومنوف)، بالإضافة إلى عدد من رؤساء ورئيسات أديرة ورهبان وراهبات الكنيسة الروسيّة من مناطق مختلفة.
ومن طرف الكنيسة القبطيّة شارك في اللقاء: رئيس مشترك للجنة الحوار بين الكنيسة الروسيّة والكنيسة القبطيّة متروبوليت لوس أنجلوس الأنباسيرابيون، ومسؤول على اللجنة البطريركيّة للأديرة والرهبنة الأنبا دانيال، ورئيس دير القدّيس الأنبا توما السائح بالخطاطبة الأنبا ساويرس، وعميد المعهد اللّاهوتيّ القبطيّ للقدّيسين كيرلّس وأثناسيوس الإسكندريّين بالولايات المتّحدة الأمريكيّة الأنبا كيريل، ورئيس السكرتاريّة الشخصيّة للبطريرك تواضروس الثاني الأب كيريل الأنبا بيشوي، وممثّل الكنيسة القبطيّة في روسيا الراهب الكاهن داود الأنطونيّ، ومستشار قداسة البطريرك تواضروس السيّدة أنطون ميلاد، ورئيس الدائرة البطريركيّة لتنفيذ المشاريع الكنسيّة بربارة سليمان، أمين عام في معهد الدراسات القبطية السيّد أغبان.
رحّب قداسة البطريرك تواضروس بالوفد الروسيّ، فقال:” يا أصحاب السيادة، والآباء والإخوة والأخوات، مرحباً بكم في مصر! منذ زمن العهد القديم وأرضنا تحت حمايّة إلهيّة قويّة. وفي العهد الجديد، كرّستها زيارة العائلة المقدّسة نفسها، والرسل القدّيسون، وجموع من الشهداء والنساك والأبرار، الذين أظهروا أنّهم ملح الأرض الحقيقيّ ونور العالم (متىّ 5:13-14). والأرض الروسيّة، روسيا المقدّسة، يحميها الله بشكل خاصّ. وكلّ لقاء وفرصة للتواصل مع ممثّلي الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة الشقيقة هو فرح كبير لقلبي. إنّ كلّ اجتماع مثل هذا هو نعمة وبركة الله.
تذكّر قداسة البطريرك تواضروس الثاني بحرارة زياراته إلى روسيا في العاميين 2014 و2017 ولقاءه مع قداسة بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل، فقال: “أطلب منكم أن تنقلوا دائمًا أطيب تحيّاتي وتمنيّاتي القلبيّة إلى أخي الحبيب، قداسة بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل.
أعتبر عزيزاً لقلبي حقّاً الاهتمام الشخصيّ والمحبّة التي يظهرها لي رئيس الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة، لي شخصيّاً، وللشعب القبطيّ بأكمله، والشعب المسيحيّ في مصر. ويشعر بهذه المحبّة مؤمنونا في جميع أنحاء العالم، وخاصّة الساكنون في روسيا. أعلم ثقل صليب بطريرك سائر روسيا، خاصّة، في هذه الأوقات العصيبة من الصعوبات بالنسبة لوطنكم الأمّ وللبشريّة بعامّة. أرفع صلواتي لقداسته وللكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة بأكملها، ولروسيا المحميّة من الله وشعبها العظيم”.
كما وأشار قداسة البطريرك تواضروس إلى محاولات الكنيسة القبطيّة في تقديم كلّ مساهمة ممكنة في المبادرات الإبداعيّة التي تعزّز المصالحة والحوار، بما في ذلك بين الطوائف المسيحيّة التقليديّة، فقال: “أشكر الله على إتاحة الفرصة لعقد مؤتمر الكنائس الأرثوذكسيّة المحلّيّة والشرقيّة القديمة على الأراضي المصريّة في شهر أيلول من هذا العام. يسعدني المشاركة النشطة والمثمرّة لوفد الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة في هذا المؤتمر. يمكن أن يطلق عليه بحقّ “حدثاً تاريخيّاً”، لأنّ لأكثر من 30 عاماً لم تحدث اجتماعات مثل هذا المؤتمر. وكان اجتماع المائدة المستديرة لقاءً مثمراً جدّاً”.
وأشار قداسة البطريرك تواضروس، بشكل خاصّ، إلى أنّه بالتزامن مع زيارة وفد بطريركيّة موسكو إلى مصر، تعقد الجولة الثالثة من المشاورات اللّاهوتيّة بين الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة والكنيسة القبطيّة، بالإضافة إلى الاجتماع الخامس للجنة الثنائيّة للحوار.
وشدّد قداسته على أهمّيّة المبادرات التي يتمّ تنفيذها داخل اللجنة، مشيراً إلى نجاح وفعاليّة عملها: “إنّني أقدّر بشدّة عمل اللجنة في مجال الحوار بين كنيستينا. وبمعونة الله، ستحتفل في العام المقبل بالذكرى السنويّة العاشرة لتأسيسها.
لقد أثبت الوقت نفسه بشكل مقنع مدى أهمّيّة وصواب قرار إنشائها. تقوم كنيستانا بتعاون متنوّع ومثري بشكل متبادل. ولا شكّ أنّه في قلب كلّ هذه المساعي المشتركة المحبّة الأخويّة التي يتقاسمها الملايين من المؤمنين. فإنّ تواصل رهباننا له أهمّيّة خاصّة، لأنّهم يصلّون من أجل العالم أجمع، ومن أجل جميع الناس كشعب الله الواحد.
وردّاً على ذلك، نيابةً عن الوفد كلّه، نقل المتروبوليت قسطنطين مطران زرايسك إلى قداسة البطريرك تواضروس الثاني تحيّات وتمنيّات قداسة بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل، وأعرب عن امتنانه لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة التي تقدّمها الكنيسة القبطيّة دائمًا لممثّلي الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة بزياراتهم إلى مصر.
وشدّد المتروبوليت قسطنطين على أنّه بالنسبة له مهمّ جدّاً وصوله إلى الأراضي المصريّة بصفته الإكسارخوس البطريركيّ في أفريقيا. وذكر سيادته أنّ هناك إمكانات كبيرة لمواصلة تعزيز العلاقات الودّيّة والثقة بين الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة والكنيسة القبطيّة.
وقال المطران قسطنطين: “في العقد الماضي وصلت علاقاتنا إلى مستوى عالٍ وموثوق بشكل خاصّ وإلى حدّ ما بفضل الدور الشخصيّ لقداستكم ورئيس كنيستنا، قداسة بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل. وإنّنا لمتأكّدون تمامًا على تقييم قداستكم العالي لأنشطة لجنة الحوار بين الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة والكنيسة القبطيّة، وأقوالكم عن الأهمّيّة الخاصّة للزيارات المتبادلة بين الرهبان وتبادل الخبرات في المجال الرهبانيّ. وسوف نواصل هذا المشروع، ونرحّب بكلّ محبّة بالوفود القبطيّة المتبادلة إلى روسيا”.
ووجّه الإكسارخوس البطريركيّ في أفريقيا الشكر لقداسة البطريرك تواضروس على مساعدة الكنيسة القبطيّة في رعاية المؤمنين الأرثوذكس الناطقين بالروسيّة المقيمين في مصر. كما أعرب المتروبوليت قسطنطين عن امتنانه للموقف الثابت الذي عبّرت عنه الكنيسة القبطيّة الداعمة للمسيحيّين الأرثوذكس في أوكرانيا.
كما ناقش الطرفان عدداً من المسائل ذات الاهتمام المشترك.
دائرة الاتّصالات في قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو