إلى راعي كنيسة القيامة في الرباط الأب مكسيم (ماساليتين) وأبناء الرعيّة الروسيّة
قدس الأب مكسيم، أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء!
أهنّئكم بحرارة بالذكرى التسعين لتكريس كنيسة القيامة.
يعكس تاريخ كنيسة قيامة المسيح في عاصمة المغرب التاريخ الصعب للكنيسة الروسيّة في الخارج في القرن العشرين. أعني به النزوح المأساوي للجيوش البيضاء من روسيا، والحياة الصعبة في أرض أجنبيّة، والعمليّة الصعبة لبناء بيت الله بقليل من الأموال، والعودة إلى بطريركيّة موسكو. كانت الرسالة الروحيّة لهجرتنا تتمثّل في فهم أسباب الانهيار التامّ للإمبراطوريّة، والتحوّل الجذريّ إلى الإيمان، وإيصال الحقيقة الأرثوذكسيّة إلى العالم أجمع. مع بناء كنيسة قيامة المسيح في الرباط، أضاءت شمعة حياة الكنيسة بعد عدّة قرون مرّة أخرى في هذه الزاوية القديمة من شمال أفريقيا.
وهذه الكنيسة التي جرى تكرسيها بيد المثلَّث الرحمات المتروبوليت إفلوجي، أصبحت مركزاً روحيّاً لعدّة أجيال من الروس الذين يعيشون في المغرب. يمكن تسميتها، بحقّ، رمزًا لوحدة الشعب الروسيّ، ودليلًا على ولائه الذي لا يتزعزع للأرثوذكسيّة، وتبجيلًا لتقاليد أسلافهم، حيث تُقام هنا الأسرار الكنسيّة المقدّسة، والصلاة من أجل صحّة الأحياء وراحة الموتى، ومن أجل إحلال السلام على الأرض.
في يوم اليوبيل الكبير هذا، أتمنّى لكم الفرح الروحيّ في الربّ، ومعونة الله للقيام بأعمال الحياة المسيحيّة، والثبات على الإيمان، والقوّة، والسلام الداخليّ والعمر المديد!
لتكن بركة الربّ مع جميعكم،
+المتروبوليت ليونيد،
الإكسارخوس البطريركيّ في أفريقيا