مقابلة المتروبوليت ليونيد مع مؤسّسة النشر الصربيّة "بيتشات" - الإكسارخوس البطريركي في أفريقيا
RUS | ENG | FRA | SWA | DEU | عرب | Ελλ | PT

مقابلة المتروبوليت ليونيد مع مؤسّسة النشر الصربيّة “بيتشات”

مقابلة المتروبوليت ليونيد الإكسارخوس البطريركيّ في أفريقيا مع مؤسّسة النشر الصربيّة “بيتشات”. قام الموقع الأرثوذكسيّ “برافبلوغ” بترجمتها إلى الروسيّة.

 

<…>

 

الكنيسة الإسكندريّة قديمة الوجود، إلّا أن مساحة رعاياها اقتصرت على مصر وليبيا. فقط في العام 1930 تقريبًا أعلن بطريرك الإسكندريّة ملاتيوس توسيع ولاية بطريركيّته لتشمل القارّة الأفريقيّة بأكملها، وهو ما لم يتحوّل إلى أفعال مجسَّدة إلّا في النصف الثاني من القرن العشرين.

نقرأ في الكتاب المقدّس: “تلاحظوا الذين يصنعون الشقاقات” (روم 16:17)، لذلك، تتعامل الكنيسة الأرثوذكسيّة مع مشكلة الانقسامات والانشقاقات بصرامة شديدة. حتّى وقتنا الحاضر، كانت العلاقات بين الكنيستين الروسيّة والإسكندريّة جيّدة. لكنّها توقّفت، للأسف، في العام 2019 بعد اعتراف بطريرك الإسكندريّة ثيوذروس الثاني، تحت ضغط خارجيّ من الغرب، بالكنيسة المنشقّة في أوكرانيا، رغم أنّه كان قد وعد سابقًا بعدم القيام بذلك.

اسمحوا لي أن أذكّركم أنّه في الثامن من شهر تشرين الثاني من العام 2019، اعترف بطريرك الإسكندريّة ثيوذروس الثاني بالكيان المنشقّ في أوكرانيا المعروف باسم “الكنيسة الأرثوذكسيّة في أوكرانيا”. علاوة على ذلك، في الثالث عشر من شهر آب من العام 2021، شارك في القدّاس الإلهيّ في جزيرة إمفروس مع رئيس الانشقاق الأوكرانيّ السيّد دومينكو، ممّا جعل بطريرك كنيسة الإسكندريّة شريكًا في الانقسام.

وبناءً على ذلك، واستجابةً لطلبات العديد من كهنة بطريركيّة الإسكندريّة الأفريقيّين، الذين لا يريدون أن يكونوا شركاء في أعمال البطريرك ثيوذروس المنشقّة، ويشتاقون للبقاء في الكنيسة القانونيّة، قرّر مجمع الكنيسة الروسيّة المقدّس في كانون الأوّل من العام 2021، تشكيل إكسارخوسيّة بطريركيّة موسكو وسائر روسيا في أفريقيا.

لذلك، لم تكن هناك أي انتهاكات من جانبنا. لاحظوا، أيضًا، انتظارنا الطويل قبل اتّخاذنا لهذا القرار، متأمّلين التوبة الصادقة للبطريرك ثيوذروس عن خطيئة الانشقاق. ولمّا لم يتحقق ذلك، توجّب علينا الاهتمام بالحفاظ على الأرثوذكسيّة الحقيقيّة في القارّة الأفريقيّة.

تسبّب إنشاء الإكسارخوسيّة وعملها النشط في زيادة كبيرة في الاهتمام بالكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة من سكّان القارّة.

من المهمّ أن يعرف الكثيرون أنّ لكنيستنا جذورًا قديمة تعود إلى زمن الرسل، وأنّنا كنيسة تقليديّة ومحافظة لا تسمح للغير بتغيير أو إلغاء تعاليم الكتاب المقدّس بشأن القضايا الأخلاقيّة والعائليّة لصالح الاتّجاهات الأيديولوجيّة المعاصرة التي جاءت من الغرب، وكذلك بأنّ الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة لم تكن أبدًا كنيسة المستعمرين.

إنّ شعوب القارّة تبدي اهتمامًا كبيرًا برسالتنا. بصراحة، لقد ورثنا إرثًا صعبًا من اليونانيّين. لدينا شعور كأنّهم لم يحاولوا بناء حياة كنسيّة منتظمة في أفريقيا. على سبيل المثال، الآن علينا أن نعرّف الأفريقيين على الصوم وسرّ الاعتراف. كلّ هذا يخلق لنا صعوبات معيّنة، ولكنّه، من ناحيّة أخرى، يفتح آفاقًا واسعة للعمل التبشيريّ الحقيقيّ والتنوير.

ونحن نولي اهتمامًا كبيرًا للتعليم سيّان كان الدينيّ منه أو العالميّ.

وقد أرسلنا عشرات الطلّاب من أوغندا وكينيا وتنزانيا ونيجيريا ورواندا وبوروندي والكاميرون وجمهوريّة أفريقيا الوسطى ومدغشقر للدراسة في المدارس اللّاهوتيّة الروسيّة. في الوقت نفسه، نُظّمت دورات لاهوتيّة ورعويّة قصيرة المدى في موسكو باللغتين الإنكليزيّة والفرنسيّة. كما تمّت رسامات كهنوتيّة لمواطني جمهوريّة أفريقيا الوسطى ونيجيريا وملاوي والكاميرون وجنوب أفريقيا وجمهوريّة الكونغو الديمقراطيّة وكوت ديفوار وتوغو ومدغشقر. ولتحسين المعرفين الكهنوتيّة والعلمانيّة، أُطلقت دورات لاهوتيّة عبر الإنترنت في أكاديميّة موسكو اللّاهوتيّة باللغة الإنكليزيّة حيث يتابعها حوالي 160 أفريقيًّا.

وفيما يتعلّق بالتعليم العلمانيّ، افتتحت الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة مدرسة ابتدائيّة في جمهوريّة أفريقيا الوسطى ومركزًا تعليميًّا في تنزانيا.

وفي المجال الإنسانيّ، لدى الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة منهجيّة جديدة بشكل أساسيّ لحلّ مشكلة التهديد بالمجاعة. فقمنا، في بعض الأحيان، بتوفير الغذاء للجياع (على سبيل المثال في كينيا ونيجيريا). ونركز، بشكل أكبر، على توفير البذور أو الأسمدة للمزارعين الأفريقيّين المحلّيّين لمساعدتهم على حصاد المزيد. وقد تمّ تنفيذ مثل هذه المشاريع بنجاح في تنزانيا وملاوي وكينيا. إنّ إعطاء قصبة الصيد، وليس السمكة، هو رؤيتنا.

كما تساعد الكنيسة المتضرّرين بالكوارث الطبيعيّة، مثل إعصار “فريدي” في ملاوي. تدير الإكسارخوسيّة الأفريقيّة دارين للأيتام في كينيا وواحدًا في الكاميرون.

بالإضافة إلى هذا، نقوم، أيضًا، بترجمة ونشر الأدب الأرثوذكسيّ باللغات الأفريقيّة المحلّيّة، ليس، فقط، اللغات المستخدمة على نطاق واسع، مثل السواحليّة، وإنّما، أيضًا، مثل “أتشولي” (أوغندا)، و”تيف” (نيجيريا)، و”بيمبا” (زامبيا)، و”كيروندي” (بوروندي)، و”كيكويو” و”تيريكي” (كينيا)، مدغشقر (مدغشقر) وغيرها. هذه هي مساهمتنا في الحفاظ على اللغات الأفريقيّة وتطويرها لتتمّ إقامة الخدم في رعايانا المحلّيّة.

أنّي متأكّد أنّه إذا وقفت الكنيستان الروسيّة والصربيّة جنبًا إلى جنب، لن تتمكّن أيّ هرطقة أو انقسامات من زعزعة الأرثوذكسيّة العالميّة. وشكل هذا الاتحّاد الاستراتيجيّ، إذا تمّت الموافقة عليه، يجب أن يتمّ تطويره من قبل بطريركينا بدعم من المجمعين المقدّسين.

ليحمِ الربّ الشعب الصربيّ، ولتغطي والدة الإله إخوتنا وأخواتنا في كوسوفو تحت ظلّ وشاحها.

 

مشاركة (على الشبكات الاجتماعيّة):

جميع المواضيع مع الكلمات الرئيسيّة

- -